Blog

Lorem Ipsum is simply dummy text of the printing and type setting industry Lorem Ipsum has been the industry's standard dummy text Lorem Ipsum

اللوجستيات الدقيقة

اللوجستيات الدقيقة

اللوجستيات الدقيقة: تمكين مستقبل الرعاية الصحية المخصّصة في المملكة العربية السعودية

WC: 1452

الطب المخصّص يعتبر نقلة نوعية في قطاع الرعاية الصحية إذ ينتقل من نموذج “العلاج الموحّد” إلى عناية شخصية تستند على البصمة الجينية للفرد وبيئته وأسلوب حياته. ومع تحوّلات قطاع الرعاية الصحية ضمن رؤية السعودية 2030، ترتكز المملكة على أن تكون دولة رائدة عالمياً في هذا التحوّل، واللوجستيات الدقيقة هي البنية الأساسية لتمكين الطب المخصّص بكفاءة وعلى نطاق واسع.

دمج أنظمة اللوجستيات المتقدمة مع علوم الطب الجينومي يخلق إمكانات استثنائية للارتقاء بخدمات الرعاية الصحية. في عام 2024، بلغت قيمة سوق سلاسل التبريد للأدوية في المملكة العربية السعودية 131 مليون دولار، مع توقعات نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ 9.20% حتى عام 2033. أما سوق الجينوميات، بلغت قيمته 555 مليون دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى 1,768 مليون دولار بحلول عام 2030 بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) يصل إلى 18%.

في عام 2024، خصّصت الحكومة 57 مليار دولار لقطاعي الصحة والتنمية الاجتماعية، ضمن خطة استثمارية استراتيجية تهدف إلى تعزيز بنية الرعاية الصحية الدقيقة من خلال توظيف البيانات الجينومية، والتحليلات التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتقنيات سلاسل الإمداد المتقدمة.

تحوّل سلاسل الإمداد المدعّمة بعلوم الجينوم


لتقديم الحلول الطبية المخصّصة على نطاق واسع يستلزم إعادة تصوّر منظومة لوجستية متكاملة. وتستثمر المملكة العربية السعودية في البنية التحتية والأنظمة التنظيمية والشراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم الرعاية الشخصية المخصّصة.

يفرض الطب الدقيق (المخصّص) تحديات لوجستية معقدة، خاصةً في مجال الفحوصات الجينومية والعلاجات البيولوجية التي تتطلب ضبطاً صارماً للحرارة. إذ يتراوح سعر تسلسل الجينوم الكامل ما بين 500 و1,000 دولار للعينة الواحدة، بينما تكلف الألواح المستهدفة بين 200 و500 دولار. 

ولا بد نقل هذه المواد في بيئات فائقة التبريد لسلامة العينات. ومع حاجة العلاجات البيولوجية إلى تخزين مبرد مخصّص بنسبة تتراوح لأكثر من 85%، تبرز أهمية أنظمة المراقبة الحرارية المتقدمة — المزودة بحساسات إنترنت الأشياء والتتبع اللحظي — لإدارة العلاجات الجينية والخلوية عبر سلسلة الإمداد.

تزداد أهمية التعامل الفردي (المخصّص) مع الأدوية عند النظر إليه من منظور سلامة المريض. التفاعلات الدوائية الضارة من النوع (B) التي تصيب الأفراد ذوي القابلية الجينية، تمثّل ما يقارب 20% من جميع التفاعلات السلبية. وهنا يبرز دور علم الدواء الجينومي الذي يساعد على تقليص هذه المخاطر عبر تكييف العلاج مع البصمة الجينية لكل فرد، لكن هذا التوجه يفرض متطلبات إضافية على منظومة اللوجستيات. ينبغي على سلسلة التوريد أن تكون مهيئة لإدارة العلاجات الشخصية المخصّصة وتوزيعها بفاعلية وعلى نطاق واسع.

https://www.imarcgroup.com/saudi-arabia-cold-chain-pharmaceutical-logistics-market

https://www.insights10.com/report/saudi-arabia-genomics-market-analysis

https://www.globalhealthsaudi.com/en/news/healthcare-insights/how_saudis_vision_2030_is_going_to_transform_the_healthcare.html

https://www.businesswire.com/news/home/20250319247884/en/Saudi-Arabia-Next-Generation-Sequencing-Market-Analysis-and-Forecasts-2025-2035-Adoption-of-NGS-Vs-PCR-VS-Microarrays-Vs-Others-Customer-Groups-Market-Dynamics-Prominent-Players—ResearchAndMarkets.com

https://www.scmr.com/article/the-cold-chain-in-pharma-chilling-precision-with-booming-growth

https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/25951871

لتلبية هذه المتطلبات، تعمل المملكة على بناء البنية التحتية العلمية والتنظيمية اللازمة لتمكين الرعاية الصحية الدقيقة. ويُعد مركز التميز لبحوث الطب الجينومي ((CEGMR في جامعة الملك عبد العزيز أحد أكثر مراكز البحث الانتقالية تقدماً في المنطقة. ومن أمثلة ذلك مشروع الجينوم البشري السعودي (SHGP) الذي يهدف إلى تسلسل جينومات أكثر من 100,000 مواطن سعودي خلال خمس سنوات، ليكون أضخم مبادرة لاكتشاف الأمراض الوراثية في الشرق الأوسط. ويستند هذا المشروع الطموح على هذه البنية التحتية ويعتمد على تقنية أيون بروتون (Ion Proton) في مرافق رئيسية في الرياض مع التخطيط لإنشاء 15 موقعاً فرعياً يوسّع نطاق الوصول إلى تشخيصات جينومية عالية الجودة.

على صعيد التنظيمات، قامت الهيئة العامة للغذاء والدواء في السعودية (SFDA) بتطبيق أكثر أنظمة تتبّع الأدوية تكاملاً في منطقة الخليج. ومع فرض استخدام ترميز GS1 DataMatrix الإلزامي، أصبحت المملكة أول دولة خليجية تفرض الامتثال بنظام تتبع دوائي متكامل. ويضمن هذا الإطار التنظيمي قدرة اللوجستيات الدقيقة على تتبع العلاج من التصنيع حتى وصوله للمريض، بما يعزز السلامة، ويكرّس روح المسؤولية، ورفع كفاءة النظام.

تُسهم الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تسريع تطوير هذه البنية التحتية. فقد حصلت نوبكو (NUPCO) على تمويل لتوسيع قدراتها في قطاع لوجستيات الرعاية الصحية، عبر شراكات تشمل شركتي نوفو نورديسك (Novo Nordisk) وسانوفي (Sanofi) لتوطين إنتاج الإنسولين. يُتوقع أن يسهم استثمار نوفارتيس (Novartis) وحده مبلغ 857 مليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بحلول عام 2024. ولا تقتصر هذه الشراكات على بناء القدرات المحلية فحسب، بل تعزز كذلك مكانة المملكة كمركز إقليمي في قطاعي اللوجستيات وعلوم الحياة.

اللوجستيات التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لخدمات الطب المخصّص


يسهم الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية في تحسين عمليات اللوجستيات للعلاجات الشخصية المخصّصة، عبر منصات متكاملة للبيانات تجمع بين المعلومات الجينومية ورصد الحالة الصحية لحظياً وإدارة سلاسل الإمداد. وتُنشئ المملكة من خلال استثماراتها في بنية الذكاء الاصطناعي، أساساً تقنياً يتيح توسيع نطاق اللوجستيات الدقيقة على مستوى وطني.

الاستثمار السعودي الوطني في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي أساساً راسخاً لهذا التحوّل. فقد خصصت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA) نحو 1.5 مليار دولار في تكنولوجيا المعلومات الصحية و10 شركات للتشخيص الإشعاعي عن بُعد، مما يضع المملكة في مكانة ريادية عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي. ويسهم هذا الاستثمار في بناء بنية حوسبية متقدمة لمعالجة البيانات الجينومية وتحسين عمليات سلاسل الإمداد لتقديم خدمات الطب المخصّص بكفاءة لمختلف سكان المجتمع المتزايد.

https://www.vision2030.gov.sa/en/explore/projects/the-saudi-genome-program

https://bmcmedgenomics.biomedcentral.com/articles/10.1186/1755-8794-8-S1-S3

https://www.adlittle.com/en/insights/report/advancing-biotechnology-genomics-saudi-arabia

https://www.globalhealthsaudi.com/en/news/healthcare-insights/how_saudis_vision_2030_is_going_to_transform_the_healthcare.html

يُعد نموذج الرعاية الصحية (P4) في نيوم أحد أكثر التطبيقات للذكاء الاصطناعي طموحاً في مجال اللوجستيات. فيه يجمع التوأم الرقمي لكل فرد بيانات تسلسل الجينوم ورصد المؤشرات الصحية لحظياً لبناء نماذج تنبؤية تتوقع احتياجات سلسلة الإمداد للتدخلات المخصّصة قبل أن يحتاجها المريض. بذلك يحوّل هذا النهج الاستباقي اللوجستيات من الاستجابة التقليدية بعد الطلب إلى الاستعداد التنبؤي.

بدأت بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحقيق نتائج ملحوظة. فقد تمكنت شركة سدم ((SDM السعودية الناشئة في مجال الرعاية الصحية من خدمة أكثر من 30,000 مريض عبر 13 مركزاً باستخدام الذكاء الاصطناعي في الكشف عن الأمراض المزمنة من خلال تصوير شبكية العين. ويدل ذلك على فرص لتطوير اللوجستيات عبر الاكتشاف المبكر والتخطيط الاستباقي لسلاسل الإمداد. وتؤكد مثل هذه التطبيقات على قدرة التشخيصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في توجيه عمليات سلاسل الإمداد وتوزيع المخزون.

يسهم التعلّم الآلي أيضاً في تعزيز دقة الطب والعلاج الدوائي. إذ يستخدم “برنامج الذكاء الاصطناعي للسكري” في السعودية – والذي تم تطويره بالتعاون مع جامعة الملك عبد العزيز – تقنيات التعلّم الآلي لتحديد المرضى الأكثر عرضة للخطر اعتماداً على البيانات الجينومية والسريرية. كما تتيح منصات مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل PharmaPredict لتنبؤ استجابات المرضى للأدوية، مما يقلل التفاعلات الدوائية السلبية بنسبة 20% لدى مرضى الأورام. وتمكّن هذه القدرات التنبؤية سلاسل الإمداد من توزيع العلاجات المخصّصة بشكل استباقي وتحسين المخزون تماشياً مع احتياجات المرضى المتوقعة.


مع توقع بلوغ سكان السعودية 39.5 مليون نسمة بحلول 2030، ضمنهم 4.63 مليون شخص في الفئة العمرية بين 60-79 عاماً، تزداد الحاجة إلى توسيع نطاق الرعاية الصحية المخصّصة عبر منظومات لوجستية مدعومة بالذكاء الاصطناعي. فهذه الأنظمة لن تكتفي بإدارة المخزون ومسارات التوزيع، بل عليها أن تشمل الاحتياجات الصحية المعقدة وبشكل تنبؤي للشريحة السكانية المتقدمة في العمر. وفي هذا الإطار، أطلقت وزارة النقل والخدمات اللوجستية شراكة مع هيئة الحكومة الرقمية لتوحيد وتجميع البيانات اللوجستية في منصة “لوجستي” (Logisti). وهذا يوفر نظاماً مركزياً للمعلومات يدمج بين لوجستيات الطب المخصّص المدعومة بالذكاء الاصطناعي وجهود تحسين سلاسل الإمداد الوطنية. يقوم هذا النظام بالربط بين التنبؤات الطبية القائمة على الذكاء الاصطناعي والتنسيق اللحظي لسلاسل الإمداد، مما يسد الفجوة بين الاحتياجات السريرية والتنفيذ اللوجستي.

تشييد بنية تحتية لوجستية لخدمات الرعاية الصحية المخصّصة

إنشاء بنية تحتية متخصصة في مجال اللوجستيات معززة بشبكة من الشراكات يمهّد الطريق لتقديم خدمات الرعاية الصحية المخصّصة في السعودية، ويأتي ذلك من خلال استثمارات في مرافق والتكنولوجيا والأنظمة التنظيمية التي وُضعت خصيصاً لدعم العلاجات المخصّصة للأفراد على نطاق سكاني واسع.

https://www.arabnews.com/node/2511661/saudi-arabia

https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/39779366

https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC8321618

http://www.arabnews.com/node/2347326/business-economy

تشمل خطة السعودية إنشاء 59 منطقة لوجستية بحلول عام 2030، بدعم استثماري قدره 133 مليار دولار ضمن الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، تتضمن مرافق خاصة مصممة لتقديم العلاجات الدوائية المخصّصة باستخدام تقنيات الأتمتة الحديثة وإدارة المخزون المعززة بالذكاء الاصطناعي. هذه المناطق ستوفر الانتشار الجغرافي اللازم لتوصيل العلاجات المخصّصة للمرضى في الوقت المناسب في جميع أرجاء المملكة.

يمثل المركز الإقليمي للتوزيع التابع لشركة الصالحية نموذجاً لمتطلبات البنية التحتية في قطاع اللوجستيات الدقيقة، حيث يضم أكثر من 30,000 موقع تخزين تشمل أكثر من 3,000 موقع مخصّص لسلسلة التبريد مهيئة ومتكاملة للتعامل مع شحنات تصل إلى -80° درجة مئوية. تحتوي هذه المنظومة اللوجستية على أسطول مجهز بنظام مراقبة لدرجات الحرارة في الشاحنات وغرف التبريد في أنحاء المملكة العربية السعودية، وهو أمر أساسي للعلاجات الخلوية والجينية التي تتطلب تخزين بالتجميد العميق. كما توظف الصالحية أنظمة مراقبة وتنبيه مستمرة لضمان الامتثال بأعلى معايير السلامة في قطاع لوجستيات الطب المخصّص.

تقود الصلاحية قطاع الرعاية الصحية بتوفير خدمات لوجستية لشحن العلاجات الخلوية والجينية المخصّصة، حيث توفر حلول شحن ونقل دقيقة وحساسة تبدأ من لحظة استخراج خلايا المريض، لحتى إرسالها إلى أوروبا للعلاج، ثم إعادتها إلى المريض لعلاج الاضطرابات الجينية أو المزمنة. تشير هذه القابلية المتكاملة للمنظومة مدى تعقيدات العمليات اللوجستية الدقيقة العابرة للحدود الدولية مع الحفاظ على حيوية الخلايا.

تعزز الأسس التنظيمية للشركة قدرتها على إدارة هذه العمليات المعقدة من خلال حصولها على شهادة ISO 37301 لأنظمة إدارة الامتثال، مما يجعلها من أبرز الجهات الصحية في السعودية الحاصلة على هذا الاعتماد. تنتمي الصلاحية إلى قائمة أفضل 10 شركات في المملكة التي تتمتع بآلية تخليص جمركي سريع، مع التزامها الكامل بمعايير الهيئة العامة للغذاء والدواء (SFDA)، وممارسات التوزيع الجيد ((GDP وشهادات ISO، مما يسهم في تسهيل العمليات اللوجستية لعملائها الذين يحتاجون إلى حلول توزيع العلاجات الدوائية المخصّصة.

تفرض التحديات المتعلقة بالبنية التحتية في المناطق الحضرية والريفية، الحاجة إلى حلول مبتكرة لتعزيز الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، خاصةً في المناطق النائية التي تتطلب لوجستيات دقيقة قادرة على تجاوز عوائق النقل لتوفير العلاجات الشخصية المخصّصة. تقدم مبادرات المدن الذكية في نيوم ساحة اختبار وتجربة لحلول التوصيل الذاتي، تشمل منظومة توصيل الطرود عبر الطائرات المسيّرة والمركبات الآلية المصممة خصيصاً للنقل الطبي.

الخبرة التقنية والقدرة العالية على الامتثال التنظيمي ترسّخ مكانة الصالحية كشريك موثوق لمؤسسات رائدة في قطاع الرعاية الصحية التي تخوض رحلة انتقالية نحو الطب المخصّص. الجمع سهم تكامل بنيتها التحتية المتخصصة مع التزامها بالمعايير والقدرات التقنية في بناء قاعدة صلبة تؤهل السعودية لتكون في صدارة المنطقة بمجال لوجستيات الطب الدقيق.

ترابط الطب الجينومي، وتحليلات الذكاء الاصطناعي، ولوجستيات الجيل القادم الحديثة يعيد تشكيل نظام الرعاية الصحية في السعودية. تبني المملكة من خلال الاستثمار الاستراتيجي والابتكار، البنية التحتية اللازمة لتوسيع نطاق الطب المخصّص للمرضى، وتحسين النتائج وتعزيز كفاءة نظام الرعاية الصحية بشكل عام. ومع تواصل خطوات رؤية 2030، ستعمل اللوجستيات الدقيقة كعنصر أساسي لتحويل الإمكانات العلمية إلى رعاية واقعية جاهزة لخدمة المرضى في مختلف أرجاء المملكة.

https://www.imarcgroup.com/saudi-arabia-next-generation-sequencing-market

https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC11753010

تصنيفات

  • لا توجد تصنيفات

Follow us